يُعتبر الجسر المعلق في دير الزور من أبرز المعالم التاريخية والهندسية في سوريا، حيث يعكس براعة التصميم والإنشاء خلال فترة الانتداب الفرنسي. يُعد هذا الجسر رمزًا لمدينة دير الزور، وشاهدًا على مراحل تاريخية مهمة مرت بها المنطقة.

الأهمية التاريخية للجسر المعلق في دير الزور

بدأ بناء الجسر المعلق عام 1925 خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا، واستمر العمل فيه لمدة ست سنوات حتى اكتماله في مارس 1931. تولت شركة فرنسية للبناء والتعهدات تنفيذ المشروع تحت إشراف المهندس الفرنسي مسيو فيفو. يُعتبر الجسر ثاني جسر معلق في العالم بعد جسر جنوب فرنسا، مما يبرز أهميته الهندسية والتاريخية.

يتميز الجسر بطول يبلغ 450 مترًا وعرض 4 أمتار، مع أربعة ركائز حجرية بارتفاع 36 مترًا لكل منها. تربط هذه الركائز قضبان معدنية فولاذية بأسلوب هندسي بديع، مما جعله معلمًا بارزًا في المنطقة. خلال فترة بنائه، لقي عدد من أبناء المدينة حتفهم نتيجة الحوادث التي وقعت أثناء العمل، وتُشير بعض الروايات إلى أن بعض العمال سقطوا داخل الكتل الخرسانية أثناء سكب الإسمنت، ولا تزال جثثهم داخلها حتى الآن.

الأهمية السياحية للجسر المعلق في دير الزور

قبل تعرضه للدمار خلال النزاع المسلح في سوريا عام 2013، كان الجسر المعلق مقصدًا سياحيًا هامًا يجذب الزوار من داخل سوريا وخارجها. كان يُستخدم كممشى للمشاة، حيث يوفر إطلالات خلابة على نهر الفرات والمناظر الطبيعية المحيطة. كما كان يُعتبر مكانًا مفضلًا للتجمعات الاجتماعية والتقاط الصور التذكارية، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة سكان دير الزور وزوارها.