يقع متحف الطب والعلوم عند العرب، المعروف بالبيمارستان النوري، في قلب دمشق القديمة، تحديدًا في شارع جانبي من سوق الحَمِيدية، إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي في منطقة الحريقة. يمكن التعرف عليه بسهولة من خلال قبته المقرنصة الحمراء المصنوعة من الآجر على الطراز الرافدي، والمزودة بالزجاج الغامق.

شُيِّد هذا البناء الأثري عام 1154م (549هـ) بأمر من الملك العادل نور الدين زنكي ليكون مستشفى، ويُعتبر من أقدم المستشفيات الإسلامية التي تحولت إلى متحف. يضم المتحف نماذج من الأدوات الطبية والصيدلانية من العهود القديمة، ووثائق تُظهر تطور الطب والعلوم عند العرب، بالإضافة إلى تماثيل تُجسِّد الأطباء وهم يعملون ويدرسون في البيمارستان، مع وجود نافورة في وسطه.

يتألف المتحف من أربع قاعات رئيسية:

  1. قاعة العلوم: تُعرض فيها أهم الأدوات العربية واللوحات الفنية التي تبرز تطور العلوم عند العرب.

  2. قاعة الصيدلة: تحتوي على نماذج تمثل الأدوات والأجهزة التي استخدمها العلماء العرب في مزج وتركيب الأدوية المستخرجة من الأعشاب الطبية.

  3. قاعة الطب: تحوي مخطوطات، لوحات، رسوم طبية، ونماذج لأدوات جراحية مأخوذة من كتاب الزهراوي، بالإضافة إلى مقتنيات تتعلق بالطب الروحي وأدوات مرتبطة بالشراب والغذاء.

  4. قاعة الطيور والحيوانات المحنطة: تضم نماذج حديثة لطيور وحيوانات متنوعة محنطة، مما يشير إلى اهتمام العرب بعلم الحيوان وفن البيطرة.

كما يحتوي المتحف على مكتبة تضم مجموعة من الكتب العلمية والطبية والصيدلانية، والمؤلفات والمجلات والدراسات التي تبحث في التراث العربي الإسلامي.

بعض من علماء وأطباء البيمارستان النوري :

البيمارستان النوري، الذي تحول إلى متحف الطب والعلوم عند العرب في دمشق، كان مركزًا طبيًا وتعليميًا بارزًا في العصور الوسطى. تخرج منه العديد من الأطباء والعلماء الذين ساهموا بشكل كبير في تطور العلوم الطبية ٬ من أبرز هؤلاء:

  • ابن النفيس: عالم وطبيب دمشقي، وُلد عام 607هـ/1211م، واشتهر باكتشافه الدورة الدموية الصغرى. تلقى تعليمه الطبي في البيمارستان النوري على يد مهذب الدين الدخوار وعمران الإسرائيلي ورضي الدين الرحبي، الذين كانوا من أبرز أطباء ذلك العصر.

  • عز الدين السويدي الدمشقي: أحد الأطباء النجباء الذين تلمذوا على يد مهذب الدين الدخوار في البيمارستان النوري. اشتغل بصناعة الطب حتى أتقنها، وتولى التدريس في المدرسة الدخوارية، كما خدم في بعض مستشفيات دمشق في القرن السابع الهجري، وترك عددًا من المؤلفات الطبية مثل “التذكرة” و”الذخيرة الكافية في الطب”.

  • مهذب الدين النقاش: طبيب بغدادي الأصل، توفي في دمشق عام 574هـ/1178م. عمل في البيمارستان النوري وساهم في تطوير الخدمات الطبية فيه.

  • ابن أبي أصيبعة: طبيب ومؤرخ عربي شهير، عُرف بكتابه “عيون الأنباء في طبقات الأطباء” الذي وثّق فيه سير الأطباء عبر العصور. عمل في البيمارستان النوري وأسهم في تدريس الطب.

  •  

بالإضافة إلى ذلك، نبغ الكثير من خريجي البيمارستان النوري كعلماء في الطب والصيدلة، مما جعله مركزًا رئيسيًا للتعليم الطبي في العالم الإسلامي.

هذه الإسهامات البارزة لخريجي البيمارستان النوري تؤكد دوره المحوري في تطوير العلوم الطبية خلال العصور الوسطى، وتبرز أهمية زيارة متحف الطب والعلوم عند العرب للتعرف على هذا الإرث العلمي العريق.

رسوم وشروط الدخول :

للأجنبي : 15000 ليرة سورية
للطالب : 500 ليرة سورية

للمواطن السوري : 1000 ليرة سورية

الوصول إلى متحف الطب والعلوم :

للوصول إلى المتحف، يمكن للزوار الدخول عبر سوق الحَمِيدية الشهير والتوجه إلى الشارع الجانبي المؤدي إلى منطقة الحريقة، حيث يقع المتحف بالقرب من الجامع الأموي.

للوصول إلى متحف الطب والعلوم اضغط هنا 

يُعتبر المتحف مقصدًا سياحيًا مهمًا للمهتمين بتاريخ الطب والعلوم في الحضارة العربية الإسلامية، حيث يُظهر إسهامات العلماء العرب في مجالات الطب والصيدلة والعلوم الطبيعية.