يُعَدُّ ضريح صلاح الدين الأيوبي من أبرز المعالم التاريخية في دمشق، حيث يحتضن رفات القائد الإسلامي الشهير صلاح الدين الأيوبي، الذي وحّد المسلمين وقادهم نحو الانتصار على الصليبيين واستعاد مدينة القدس عام 1187م. ويُعدّ الضريح من الوجهات السياحية الهامة التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، نظرًا لمكانته التاريخية والمعمارية.

تاريخ الضريح وموقعه

يقع ضريح صلاح الدين الأيوبي بجوار الجامع الأموي في حي العمارة داخل دمشق القديمة، ويعود تاريخه إلى عام 1196م، حيث تم بناؤه بأمر من الملك العادل سيف الدين أبو بكر، وهو شقيق صلاح الدين الأيوبي، بعد ثلاث سنوات من وفاته. تم تصميم الضريح على الطراز المعماري الدمشقي التقليدي، ليكون بمثابة شاهد على إرث القائد الذي غير مجرى التاريخ الإسلامي.

ويحيط بالضريح معالم أثرية مهمة مثل الجامع الأموي والأسواق القديمة، مما يجعل زيارته تجربة ثقافية وتاريخية غنية.

تصميم الضريح ومعالمه الداخلية

يتميز الضريح بتصميمه البسيط لكن الفاخر، حيث يحتوي على غرفة مزخرفة بالجدران ذات الحجارة الأبلقية (التي تمزج بين اللونين الأسود والأبيض)، وهي إحدى السمات المميزة للعمارة الإسلامية الدمشقية.

أبرز المعالم داخل الضريح:

1. التابوت الأصلي:

   • مصنوع من خشب الجوز، ومزخرف بنقوش عربية هندسية ونباتية جميلة.
   • يعتقد أن هذا التابوت هو الذي وضع فيه جثمان صلاح الدين الأيوبي عند وفاته.

2. التابوت الرخامي الأبيض:

   • تمت إضافته لاحقًا عام 1898م كهدية من الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني خلال زيارته إلى دمشق.
   • تم تصميمه من الرخام الأبيض الفاخر ويقف بجانب التابوت الأصلي كرمز لتقدير الغرب لشخصية صلاح الدين.

3. الكتابات والزخارف:

   • يحتوي الضريح على نقوش قرآنية وأدعية إسلامية، تذكّر بمكانة صلاح الدين الدينية والتاريخية.
   • يتزين السقف والجدران بالزخارف الدمشقية التقليدية.