قلعة حارم: جوهرة تاريخية شامخة في شمال سوريا
تُعَدُّ قلعة حارم من أبرز المعالم التاريخية في محافظة إدلب، سوريا. تقع القلعة في أقصى الجهة الشمالية الغربية للمحافظة، على بُعد حوالي 60 كيلومترًا من مدينة إدلب، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على تل أثري محفور في الصخر، مما جعلها حصنًا دفاعيًا مهمًا عبر العصور.
تاريخ القلعة:
بُنيت قلعة حارم في العصر البيزنطي عام 959م، وشهدت عبر تاريخها العديد من الأحداث التاريخية البارزة. سيطر عليها الصليبيون في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم استعادها المسلمون بقيادة نور الدين زنكي. لاحقًا، قام الملك العادل سيف الدين أحمد، نجل صلاح الدين الأيوبي، بتعزيز وتحصين القلعة لتكون درعًا ضد الهجمات. في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، تعرضت القلعة للتدمير على يد هولاكو خلال الغزو المغولي.
البنية المعمارية: تضم القلعة أبراج مراقبة وجدرانًا ضخمة، بالإضافة إلى حمامات وسراديب سرية تربط أعلى القلعة بأسفلها. يحيط بها من الشمال الشرقي خندق كبير بطول 25 مترًا وعرض 8 أمتار، مما أضاف إلى تحصينها. تحتوي القلعة أيضًا على نبع ماء كان يسقي سكان مدينة حارم، وبئر اصطناعي يُستخرج منه الماء بواسطة دولاب خشبي من النبع الموجود تحت القلعة. تتفرع من الخزان قنوات حمام فخارية، بالإضافة إلى سرداب آخر يؤدي إلى النبع بعمق يصل إلى 150 مترًا.

الأهمية الاستراتيجية:
نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز، لعبت قلعة حارم دورًا محوريًا في الدفاع عن المنطقة ضد الغزوات، وكانت من مواقع الثغور الإسلامية المهمة على الحدود الشمالية الغربية.
الحالة الراهنة :
على الرغم من التحديات التي واجهتها القلعة عبر التاريخ، لا تزال بقاياها قائمة، وتُعَدُّ مقصدًا للزوار والباحثين في التاريخ والآثار. تُبذل جهود للحفاظ على هذا المعلم التاريخي وصيانته ليبقى شاهدًا على تاريخ المنطقة العريق يوجد بالقرب من القلعة الأثرية يوجد حمام تراثي ومطعم محلي
للوصول لموقع قلعة حارم الأثرية اضغط هنا

Comment (0)