حماة، المدينة العريقة التي تقف شامخة على ضفاف نهر العاصي، تعد واحدة من أقدم المدن في سوريا والشرق الأوسط، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين. لطالما كانت حماة مركزًا حضاريًا وتجاريًا هامًا، وشهدت تعاقب العديد من الحضارات، من الآراميين إلى الرومان، ومن العباسيين إلى العثمانيين، مما جعلها غنية بالمعالم الأثرية والثقافية الفريدة.
ما يميز حماة هو طابعها الفريد الذي يجمع بين الأصالة والتاريخ، حيث تمتزج النواعير العملاقة بصوت تدفق مياه العاصي، في مشهد يأسر القلوب. تُعرف المدينة أيضًا بشوارعها القديمة، وأسواقها الشعبية، ومعالمها التاريخية التي تشهد على حضارتها العريقة. كما أن ثقافتها وتراثها ينعكسان في موسيقاها الشعبية، وحرفها التقليدية، وأطباقها المميزة التي تجسد نكهات سوريا الأصيلة.
تشتهر حماة بـ النواعير، وهي عجلات خشبية عملاقة تدور بفعل تيار نهر العاصي، وتُستخدم منذ العصور القديمة في رفع المياه لري الأراضي الزراعية. تُعتبر هذه النواعير من أكبر وأقدم الأنظمة الهيدروليكية في العالم، حيث تعكس براعة الهندسة المائية الإسلامية.
تقع قلعة حماة على تلٍّ مرتفع وسط المدينة، ويعود تاريخها إلى العصور القديمة، حيث شهدت تعاقب حضارات مختلفة مثل الآراميين والرومان والمسلمين. لعبت القلعة دورًا استراتيجيًا مهمًا خلال الحروب الصليبية والمملوكية.
بُني قصر العظم في القرن الثامن عشر ليكون مقرًا للحاكم العثماني، وهو من أبرز المعالم المعمارية في المدينة. يتميز القصر بفنونه الزخرفية الرائعة، ويضم اليوم متحف التقاليد الشعبية، حيث تعرض فيه قطع أثرية وأدوات تراثية تعكس الحياة اليومية لسكان المدينة في الماضي.
يُعد جامع النوري الكبير من أقدم المساجد في حماة، حيث يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر. يتميز بمئذنته الجميلة التي تعكس الطراز المعماري الأيوبي، وهو أحد المعالم الدينية والتاريخية الهامة في المدينة.
يُعتبر خان رستم باشا من أروع الخانات العثمانية في سوريا، وقد كان يستخدم كمركز لاستراحة القوافل التجارية والمسافرين. يتميز بتصميمه الفريد وساحته الواسعة، وهو شاهد على ازدهار النشاط التجاري في حماة خلال العهد العثماني.
يقع قصر ابن وردان في ريف حماة، وهو من أروع المعالم الأثرية البيزنطية في سوريا. يتميز القصر بتصميمه الفريد الذي يجمع بين العمارة البيزنطية والفارسية، حيث كان جزءًا من حصن دفاعي على طريق القوافل القديمة.
تعد قلعة المضيق من أهم القلاع الأثرية في سوريا، حيث تعود إلى العهد الهلنستي والروماني، وكانت تشرف على مدينة أفاميا القديمة، التي كانت واحدة من أبرز المدن في العصر الهلنستي. شهدت القلعة العديد من المعارك خلال العصور الوسطى وكانت محطة رئيسية على طريق القوافل التجارية.
تقع أفاميا في ريف حماة، وتُعد من أهم المدن الأثرية في سوريا، حيث أسسها السلوقيون في القرن الرابع قبل الميلاد. تشتهر بشارعها الطويل المرصوف بالحجارة، وأعمدتها الضخمة، والآثار الرومانية المذهلة، مما يجعلها من أبرز المعالم السياحية في المنطقة.
تُعد ساحة العاصي من الأماكن الرمزية في حماة، حيث شهدت أحداثًا تاريخية مهمة. تطل الساحة على نهر العاصي، وكانت شاهدًا على العديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية في المدينة.
تمتاز الثقافة الحموية بتأثرها العميق بالتاريخ الغني للمدينة، حيث تبرز الفنون الشعبية مثل القدود الحموية، التي تُعتبر جزءًا أصيلًا من التراث الموسيقي السوري. كما تُشتهر حماة بالحرف التقليدية مثل صناعة النحاسيات، والسجاد اليدوي، والخزف، والتي لا تزال تحافظ على أصالتها حتى اليوم.
المجتمع الحموي يتميز بروابطه العائلية القوية، حيث تلعب المناسبات الاجتماعية دورًا كبيرًا في حياة السكان، سواء من خلال الاحتفالات الدينية أو التجمعات التقليدية في الأسواق والمقاهي الشعبية.
يُعرف المطبخ الحموي بتنوعه وتميزه بنكهات مستوحاة من الطبيعة الخلابة التي تحيط بالمدينة. من أبرز الأطباق الحموية:
يوجد في المحافظة المشغلان الرئيسيان اللذان يدعمان بشكل شبه كامل للمحافظة من ناحية الإتصالات، وهما: شركة سيريتيل وشركة MTN
يعتمد التنقل بشكل رئيسي على وسائل نقل خاصة مثل سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة (السرافيس) وباصات النقل الكبيرة. يتم التنقل من خلالهم داخل المدينة، وإلى المدن والمحافظات السورية الأخرى
تحتوي محافظة حماة على جامعة وحيدة، وفقًا للمعلومات المتوفرة، ةيبلغ عدد المدارس في محافظة حماة حوالي 1539 مدرسة، موزعة على النحو التالي:
المدارس الابتدائية (الحلقة الأولى والثانية): تضم المحافظة 1120 مدرسة.
المدارس الثانوية: يوجد في حماة 263 مدرسة ثانوية.
يستقبل هذا العدد من المدارس ما يقارب 440,919 طالبًا وطالبة في مختلف المراحل الدراسية.