تُعد مدينة حمص واحدة من أقدم وأهم المدن السورية، حيث تمتلك تاريخًا عريقًا يمتد لآلاف السنين، جعلها محطة بارزة في مسيرة الحضارات المختلفة. يعود تاريخها إلى العصور القديمة، حيث كانت مركزًا مهمًا للعموريين والآراميين، ثم أصبحت مدينة مزدهرة في العهدين اليوناني والروماني، واشتهرت بعبادة إله الشمس “إيل جبل” الذي كان أحد الآلهة الرئيسية في الإمبراطورية الرومانية.
خلال الفتح الإسلامي، لعبت حمص دورًا محوريًا، حيث استُخدمت كمركز إداري وعسكري، وكانت محطة رئيسية على طريق التجارة والحج بين دمشق وحلب والجزيرة الفراتية. وتحت الحكم العثماني، استمرت حمص كمدينة تجارية وزراعية مزدهرة، ومع الزمن أصبحت معروفة بأنها “عاصمة الضحك” نظرًا لطبيعة أهلها المرحة وروحهم الفكاهية الفريدة.
اليوم، تجمع حمص بين العراقة والحداثة، إذ تضم عددًا كبيرًا من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية التي تعكس الغنى الثقافي والحضاري للمدينة. من القلاع التاريخية إلى الأسواق التقليدية، ومن المهرجانات الثقافية إلى المطبخ المميز، تشكل حمص وجهة فريدة للتعرف على تراث سوريا العريق.
تُعتبر قلعة حمص من أقدم وأهم المعالم التاريخية في المدينة، إذ شُيدت فوق تل مرتفع على ارتفاع 533 مترًا عن سطح البحر. تعود آثار السكن في هذا الموقع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وتطورت القلعة عبر العصور، حيث استخدمها البيزنطيون، العرب، والأيوبيون. تتميز القلعة بتصميمها الدفاعي الفريد، وكانت تضم أبراجًا ومخازن ومساكن، مما يجعلها نموذجًا للعمارة العسكرية في العصور الوسطى.
يُعد متحف حمص الوطني من أبرز المتاحف السورية، حيث يضم مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تعود إلى مختلف الحقب الزمنية، بدءًا من العصر الحجري وحتى العصور الإسلامية. من أبرز معروضاته لوحات فسيفسائية تصور نهر العاصي، ومدفن ملكي أثري يُعتقد أنه كان هدية من الفراعنة إلى ملوك حمص في العصور القديمة.
تقع قلعة الحصن على بُعد حوالي 60 كم من مدينة حمص، وتُعد من أهم القلاع الصليبية في العالم، حيث شُيدت بين عامي 1142 و1271. تتميز القلعة بتصميمها الدفاعي الفريد، وقد أُدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي نظرًا لأهميتها التاريخية والمعمارية.
تُعتبر ساحة الساعة من أشهر المواقع في المدينة، حيث أصبحت رمزًا للأحداث التاريخية المعاصرة، وكانت أحد أبرز مراكز الاحتجاجات خلال الثورة السورية.
تُعرف حمص بأنها مدينة غنية بالثقافة والفنون، حيث تستضيف العديد من المهرجانات الثقافية والموسيقية التي تعكس تراثها الفني العريق. ومن أبرز المراكز الثقافية فيها:
يُعد المطبخ الحمصي جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السورية، حيث يتميز بتنوع أطباقه ونكهاته الفريدة التي تعتمد على المكونات المحلية الطازجة. ومن أشهر الأطباق الحمصية:
يُعرف أهل حمص بحبهم للطعام التقليدي، حيث تُقدم هذه الأطباق في المناسبات العائلية والتجمعات الاجتماعية، مما يُضفي عليها طابعًا مميزًا يعكس روح المدينة.
يوجد في المحافظة المشغلان الرئيسيان اللذان يدعمان بشكل شبه كامل للمحافظة من ناحية الإتصالات، وهما: شركة سيريتيل وشركة MTN
يعتمد التنقل بشكل رئيسي على وسائل نقل خاصة مثل سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة (السرافيس) وباصات النقل الكبيرة. يتم التنقل من خلالهم داخل المدينة، وإلى المدن والمحافظات السورية الأخرى
تحتوي محافظة حمص على جامعة حكومية عريقة مع وجود جامعتين يعودان للقطاع الخاص، وفقًا لتصريحات مدير تربية حمص، بلغ عدد المدارس في محافظة حمص 1736 مدرسة، تستقبل حوالي 443 ألف طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية.
تُمثل مدينة حمص نموذجًا للتنوع الثقافي والتاريخي في سوريا، حيث تمتزج الحضارات القديمة بالتقاليد الشعبية، ما يجعلها وجهة سياحية وثقافية غنية. من قلاعها العريقة إلى أسواقها التقليدية، ومن فنونها الشعبية إلى مطبخها المميز، تبقى حمص مدينة لا تُنسى لكل من يزورها أو يتعرف على تاريخها العريق.
Subscribe to see secret deals prices drop the moment you sign up!
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ