تقع مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، وتعد واحدة من المدن السورية التي تتميز بتاريخها العريق وطبيعتها الخلابة. إدلب ليست فقط مركزًا إداريًا لمحافظة تحمل نفس الاسم، بل هي أيضًا بوابة إلى العديد من المواقع الأثرية التي تشهد على غنى حضارتها على مر العصور. إدلب محاطة بمئات التلال الأثرية التي تعود إلى حقب مختلفة، ما جعلها موضع اهتمام عالمي، خاصة أنها تضم مواقع مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تُعتبر إدلب واحدة من المدن القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وقد ارتبطت بتاريخها ارتباطًا وثيقًا بالحضارات التي مرت على المنطقة، بدءًا من الآراميين وصولًا إلى العهد الإسلامي. عُرفت إدلب بأنها كانت محطة هامة على طرق التجارة القديمة، وساهم موقعها الاستراتيجي في جعلها ملتقى للحضارات المختلفة.
تقع إدلب في قلب منطقة تضم أكثر من 700 موقع أثري تُعرف باسم “المدن الميتة“، وهي تجمعات سكنية تاريخية تعود إلى العصرين البيزنطي والروماني ٬ تُعد هذه المدن شاهدًا على الحياة الريفية في العصور القديمة وتتميز بآثارها المحفوظة جيدًا مثل الكنائس، المعابد، والمساكن ٫هذه المواقع مدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو نظرًا لأهميتها التاريخية والمعمارية.
تقع على تلة عالية قرب مدينة إدلب القلعة تعود إلى الحقبة الصليبية ثم شهدت تعديلات وإضافات خلال العهد الإسلامي كانت مركزًا استراتيجيًا هامًا للسيطرة على الطرق التجارية وحماية المنطقة.
يُعتبر موقع تل مرديخ، المعروف بمدينة إبلا القديمة، من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين كشفت التنقيبات في إبلا عن مكتبة ملكية تحتوي على آلاف الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري، التي تلقي الضوء على العلاقات التجارية والسياسية والثقافية في العالم القديم ٬إبلا أحد المواقع المُرشحة للإدراج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تقع قرب بلدة قلب لوزة في ريف إدلب تُعد واحدة من أجمل الكنائس البيزنطية في سوريا، وتتميز بتصميمها الفريد وزخارفها المعمارية ٬تعكس الكنيسة فن العمارة البيزنطية وتُعتبر نموذجًا للمباني الدينية في تلك الحقبة.
تضم قرية البارة مجموعة من الآثار الفريدة التي تعود إلى العصر البيزنطي ٬ القبور الهرمية الشكل والمعاصر الحجرية ٬ تُظهر البارة مدى تقدم سكان المنطقة في الزراعة والتجارة.
يُعد ضريح أبي العلاء المعري في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب واحدًا من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في سوريا، حيث يخلّد ذكرى أحد أعظم شعراء وفلاسفة العرب. عُرف المعري بفكره الفلسفي العميق، وشعره الذي تجاوز زمانه، مما جعله شخصية أدبية خالدة في الذاكرة العربية والعالمية.
بابسقا هي مستوطنة بيزنطية تاريخية تقع في منطقة جبل باريشا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا تُعد جزءًا من “المدن المنسية” التي أُدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2011.
8. الجسر القديم في جسر الشغور :
يُعتبر الجسر القديم في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب من أبرز المعالم التاريخية والأثرية في المنطقة. يعود تاريخ بناء هذا الجسر إلى العهد الروماني، حيث شُيّد ليربط ضفتي نهر العاصي، الذي يمر عبر المدينة. يُعتقد أن اسم المدينة “جسر الشغور” مشتق من هذا الجسر التاريخي، حيث يُشير “جسر” إلى الجسر الحجري، و“الشغور” إلى المناطق الحدودية أو الأرض الخصبة الكثيرة المياه.
يُعتبر مسجد نبي الله يوشع عليه السلام في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في المنطقة ٬يُعتقد أن المسجد يحتوي على مقام يُنسب إلى النبي يوشع بن نون عليه السلام، الذي يُعتبر قائدًا لبني إسرائيل بعد وفاة النبي موسى عليه السلام٬ يعود تاريخ بناء المسجد إلى العهد الإسلامي، ويُعتبر هذا المعلم شاهدًا على التاريخ العريق لمنطقة إدلب.
شهدت ساحة الحرية في مدينة إدلب انطلاق مظاهرات حاشدة تطالب بالحرية والعدالة. تُعَدُّ الساحة رمزًا للنضال في المدينة، حيث تجمع فيها الأهالي في بداية الاحتجاجات خلال الثورة السورية
يقع متحف إدلب في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، ويُعد واحدًا من أبرز المتاحف التي تحتضن إرث المنطقة الحضاري والثقافي. تأسس المتحف عام 1987م، ويعرض مجموعة غنية من القطع الأثرية التي تروي قصة تاريخية تمتد لآلاف السنين.
يقع الجامع الكبير في معرة مصرين في قلب مدينة معرة مصرين بمحافظة إدلب، سوريا، ويُعتبر من أقدم المساجد في المنطقة، حيث تعود جذوره إلى الفتوحات الإسلامية الأولى.
يقع شلال عين الزرقا في بلدة دركوش بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، ويُعتبر من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، حيث يجذب الزوار بجماله ومناظره الساحرة.
يُعد ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز أحد أهم المعالم الإسلامية في سوريا، ويقع في قرية دير شرقي، شرق مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب ٬ كان هذا الضريح مقصدًا للزوار من مختلف الدول الإسلامية نظرًا لما يمثله الخليفة عمر بن عبد العزيز من رمزية للعدل والإصلاح في التاريخ الإسلامي.
تُعتبر محافظة إدلب من المناطق السورية الغنية بالتراث والتقاليد العريقة. يمتاز سكانها بالتمسك بالعادات الاجتماعية والاحتفالات الشعبية، حيث تلعب الموسيقى الفلكلورية والرقصات التقليدية مثل الدبكة دورًا بارزًا في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والمهرجانات.
يتميز المطبخ الإدلبي بتنوع أطباقه ونكهاته الفريدة، معتمدًا على مكونات محلية طازجة. من أبرز الأطباق التقليدية في إدلب:
بالإضافة إلى ذلك، شهدت إدلب تبادلًا ثقافيًا في المطبخ نتيجة استقبالها للنازحين من مختلف المحافظات السورية، مما أثرى التنوع الغذائي في المنطقة ٬ هذا التنوع في الأطباق يعكس غنى المطبخ الإدلبي وتاريخه العريق، حيث تتوارث الأجيال هذه الوصفات التقليدية، محافظةً على النكهات الأصيلة والمميزة للمنطقة.
ظهرت مبادرات محلية لتوفير خدمات الاتصالات والإنترنت. من بين هذه المبادرات، أطلقت “حكومة الإنقاذ” في عام 2023 شركة “سيريا فون” كأول شبكة اتصالات محلية في إدلب، وبعد سقوط انظام الأسد مؤخراً بدأت شركات الإتصالات السورية بالعودة تدريجياً للعمل وتغطية المحافظة بشكلٍ كامل. كما يلجأ بعض السكان أيضاً إلى استخدام الإنترنت الفضائي كحل بديل، لكنه يظل مكلفًا وغير متاح للجميع.
يعتمد التنقل بشكل رئيسي على وسائل نقل خاصة مثل سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة (السرافيس) وباصات النقل الكبيرة. يتم التنقل من خلالهم داخل المدينة، وإلى المدن والمحافظات السورية الأخرى
تحتوي محافظة إدلب على 5 جامعات رسمية، منها جامعة إدلب الحكومية و4 جامعات خاصة
أما بالنسبة للمدارس التعليمية، بلغ عدد المدارس التابعة لـ مديرية التربية والتعليم بـ إدلب 1221 مدرسة موزعة وفق التالي:
عدد المدارس العامة العاملة 966
عدد المدارس العامة غير العاملة 94
عدد المدارس الخاصة المجموع 161
مجموع المدارس القائمة في إدلب 1221
تُعَدُّ مدينة إدلب واحدة من أهم المدن السورية التي تتميز بتاريخها العريق، وثقافتها الغنية، وطبيعتها الخلابة فرغم كل التحديات التي مرت بها، لا تزال إدلب نابضة بالحياة بتراثها الفريد، وأسواقها القديمة، وأطباقها التقليدية التي تعكس أصالة المطبخ السوري. إنها مدينة تجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية سوريا الثقافية والحضارية. ستبقى إدلب رمزًا للصمود، وجمالها شاهدًا على تاريخها المجيد.
Subscribe to see secret deals prices drop the moment you sign up!