تُعَدُّ مدينة درعا من أهم المدن السورية التي تتمتع بتاريخ غني وثقافة متنوعة، حيث كانت عبر العصور مركزًا حضاريًا مهمًا في جنوب سوريا. تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود الأردنية، مما جعلها نقطة وصل بين بلاد الشام والجزيرة العربية، كما أنها لعبت دورًا بارزًا في التجارة والزراعة.
وتشتهر درعا بمعالمها الأثرية القديمة التي تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، إلى جانب ثقافتها العريقة التي تجمع بين التقاليد الحورانية الأصيلة والتراث العربي. كما تُعرف بمطبخها الفريد الذي يعكس طابع الحياة الريفية البسيطة والغنية بالنكهات.
تقع مدينة درعا في جنوب سوريا، على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب العاصمة دمشق، بالقرب من الحدود الأردنية. تحيط بها سهول خصبة تشتهر بزراعة القمح والشعير والزيتون والكروم، مما جعلها مركزًا زراعيًا مهمًا عبر التاريخ.
يتميز مناخ المدينة بمواسم شتوية معتدلة وصيف حار وجاف، مما يجعلها بيئة مناسبة للزراعة وتربية المواشي، كما أنها تضم مناطق طبيعية خلابة مثل سهل حوران ومنطقة اللجاة الصخرية الفريدة.
تُعَدُّ بصرى الشام من أهم المواقع الأثرية في درعا، حيث تضم معالم بارزة من العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وأبرزها:
يقع تل الجابية غرب مدينة نوى، وكان مركزًا مهمًا في عصر الغساسنة والعصر الإسلامي. يُعتقد أنه كان مقرًا لمؤتمر الجابية الشهير الذي اجتمع فيه الخلفاء والصحابة بعد الفتح الإسلامي.
تُعتبر اللجاة من أهم المناطق الطبيعية والأثرية في درعا، حيث تمتد على مساحة أكثر من ألف كيلومتر مربع. تتميز بتضاريسها البركانية الوعرة وتحتوي على قلاع أثرية ومدافن وآبار وقصور حجرية تعود للعصور القديمة.
تشتهر مدينة خبب بمواقعها الأثرية الهامة، وأهمها كاتدرائية خبب التي تعود للقرن التاسع الميلادي، وتعكس الطابع المعماري البيزنطي.
تتميز درعا بتنوعها الثقافي، حيث يجمع أهلها بين التقاليد البدوية والحضرية. يعتمد سكان المدينة على الشعر الشعبي والأمثال الحورانية في حياتهم اليومية، كما تُقام المهرجانات الفلكلورية التي تتضمن الدبكة الحورانية والأغاني التراثية.
تشمل الصناعات التقليدية في درعا الحياكة، صناعة الفخار، التطريز، وصناعة الأدوات الزراعية التقليدية، وهي مهن توارثها السكان عبر الأجيال.
تشتهر درعا بالدبكة الحورانية، التي تُؤدى في الأعراس والمناسبات، إلى جانب الأغاني الفلكلورية التي تتحدث عن الحب، الوطن، والقيم العربية الأصيلة.
يتميز المطبخ الدرعاوي بأطباقه التقليدية التي تعتمد على مكونات محلية مثل القمح، الزيتون، اللحوم، واللبن، وتتميز بنكهاتها القوية والبسيطة.
يُعتبر المليحي الطبق الأشهر في درعا، وهو عبارة عن لحم مطبوخ مع اللبن والبهارات، ويُقدَّم مع الأرز أو الخبز العربي.
يختلف المنسف الحوراني عن المنسف الأردني، حيث يُطهى بلحم الضأن ويُقدَّم مع الجريش واللبن الجميد، ويُعتبر طبقًا تقليديًا في المناسبات.
في محافظة درعا، تتولى الشركة السورية للاتصالات إدارة خدمات الاتصالات السلكية والإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، تقدم شركتا الهاتف المحمول الرئيسيتان في سوريا، سيريتل وMTN سوريا، خدمات الاتصالات اللاسلكية في المحافظة.
يعتمد التنقل بشكل رئيسي على وسائل نقل خاصة مثل سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة (السرافيس) وباصات النقل الكبيرة. يتم التنقل من خلالهم داخل المدينة، وإلى المدن والمحافظات السورية الأخرى
تعد محافظة درعا واحدة من أكثر المحافظات السورية تقدماً من حيث التعليم، حيث أُعلنت مطلع العام 2010م محافظة خالية من الأمية
تُعتبر مدينة درعا واحدة من أهم المدن السورية، حيث تجمع بين التاريخ العريق، التراث الثقافي، والمطبخ الغني. من معالمها الأثرية القديمة إلى ثقافتها الفلكلورية المتنوعة، تظل درعا رمزًا للحضارة والتاريخ العربي الأصيل، مما يجعلها وجهة سياحية وثقافية تستحق الاستكشاف.
Subscribe to see secret deals prices drop the moment you sign up!